للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل ذكر العلماء أن الناقد ولو كان بحق لكن قصده العلو في الأرض، أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حميةً ورياءً، وإن تكلم لأجل الله مخلصًا كان من الجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء (١) فاحرصوا معاشر المسلمين على الإخلاص جهدكم فربكم أعلم بما تكن صدوركم، وإياكم والكذب ومخادعة النفس أو مخادعة الآخرين، فلا يصح إلا الصحيح، وحبل الصدق متين، وبضاعة الكذب مزجاة، ولحوم العلماء مسمومة؟ ! !

٣ - ولابد مع العلم والإخلاص والصدق من العدل في القول، قال تعالى وهو أصدق القائلين: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} (٢).

فلا يعني خطأ المرء مرة وصمه بالخطأ أبد الدهر، ولا تنسف سيئةٌ أو أكثر أضعافها من الحسنات، ولا ننسي تاريخ المجاهد المتفاني في عدد من المعارك والجولات عثرة فرسه في إحدى اللقاءات.

ومن ذا الذي تُوضَى سجاياه كلها

كفى المرء نُبلاً أن تُعَدَّ معايبُهْ

وإذا كان الإسلام يأمر بالعدل مع الخصوم، وألا تقعد بنا بالعداوة عن قول الحق والعدل كما في قول الحق {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .. } (٣).

فكيف يسوغ لنا أن ننسى العدل مع إخواننا والأقربين من المسلمين؟

بالعدل أيها الإخوة قامت السموات والأرض، وبالظلم تحطمت صروح الحضارات، وفنيت الأمم، بالعدل يقيم الله الدولة العادلة، وإن كانت كافرة


(١) الفتاوى ٢٨/ ٢٣٥.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٥٢.
(٣) الفتاوى ٢٨/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>