للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب وغيرهم من الكفار في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، ومما قال: (وإنما جعل السيف ناصرًا للحجّة، وأعدل السيوف سيفٌ ينصر حُجَج الله وبيناتِه، وهو سيف رسوله وأمُته) (١).

٦ - النصح بين السر والعلن، لقد سبق القول أن النصح لمجرد التشهير مخالف للإخلاص، ولاشك أن خلوتك بشخصٍ يستخفي بذنبه أدعى لنصحه وأقرب لقبول نفسه:

تَعَمَّدْني بِنُصْحِكَ في انفرادي ... وجنِّبني النصيحةَ في الجماعة

فإن النصحَ بين الناس نوعٌ ... من التوبيخ لا أرضى اسمتاعهُ

فإن خالَفْتَني وعَصَيْتَ أمْري ... فلا تغضبْ إذا لْم تُعْطَ طاعة

ولهذا قال أهل العلم: فمن أظهر المنكر وجب عليه الإنكار، وأن يُهْجَر ويُذمّ على ذلك، وهذا معنى قولهم: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له، بخلاف من كان مستترًا بذنبه، مستخفيًا فإن هذا يُسْتَر عليه، لكن يُنصح سرًا، ويهجره من يعرف حاله حتى يتوب (٢).

ويتحدث شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، عن نوعين من أعداء الدين، لابد من جهادهما، وبيان حالهما للناس، ويقول: (وقد أمر الله نبيه بجهاد الكفار والمنافقين في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (٣).

فإذا كان أقوامٌ منافقون يبتدعون بدعًا تخالف الكتاب، ويُلّبسونها على الناس، ولم تُبَيَّن للناس، فسد أمر الكتاب، وبُذِّل الدين، كما فسد دين أهل


(١) زاد المعاد ٣/ ٦٤٢.
(٢) الفتاوى ٢٨/ ٢٢٠.
(٣) سورة التحريم، الآية: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>