للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهل يذهب إليهم من عرف وقدر قوله المصطفى صلى الله عليه وسلم «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (١) الحديث.

أما إن سألهم وصدقهم فالخطب أكبر، والخطر أعظم، فقد روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» (٢). وعند البزار بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، موقوفًا قال: «من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» (٣).

٣ - سذاجة بعض المسلمين وجهلهم بحال أولئك السحرة والمشعوذين، فتراهم يذهبون يستطبون عندهم، وأولئك لا يملكون من أنواع العلاج إلا ما يضر ولا ينفع، تخرصات وأوهام، وفصدٌ للعروق تسيل منه الدماء، وتمتماتٌ وطلاسم، وكتاباتٌ ورُبُط تُباع بغالي الأثمان، وهي لا تساوي فلسًا عند أولي الألباب.

بل ولو ذهبت ترقُبُ أحوال هؤلاء المشعوذين الدينية والخلقية لرأيت العجب العجاب، ولأيقنت أنهم أحوج الناس إلى العلاج والاستصلاح، وإن نصبوا أنفسهم على هيئة الشيوخ، وحُذّاق الأطباء؟ !

٤ - طغيان الحياة المادية المعاصرة قست له القلوب، وجفت ينابيع الخير في أرواح كثير من الناس، ونتج عن ذلك العقد النفسية، والمشكلات الوهمية، وارتفاع مؤشر القلق، وزاد الطين بلة ظن أولئك المرضى أن شفاءهم يتم على


(١) رواه مسلم (٢٢٣٠).
(٢) المستدرك ١/ ٨، وانظر التبيان، للعلوان/ ٥٨.
(٣) احذروا السحر والسحرة، العلوان/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>