أيدي السحرة والمشعوذين، فراحوا يطرقون أبوا بهم، ويدفعون أموالهم، وينتظرون الشفاء على أيديهم، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار (١).
٥ - وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعًا للشياطين، يقل فيها ذكر الله، وقل أن يقرأ فيها كتاب الله، أو تُوردَ فيها التعاويذ والأوراد الشرعية التي لا يستقرُّ معها الشياطين، وفي مقابل ذلك تجد هذه البيوت ملأى بأنواع المنكرات المرئي منها والمسموع، والصور العارية وغير العارية، وألوان الكتب والمجلات السيئة، وقد لا تخلو من مأكول أو مشروب محرَّم، وهذه البيوت الخربة، وإن كان ظاهرها العمران، تصبح مأوى للشياطين، وتصطاد أهلها وتصيبهم بالأدواء، فلا يجدون في ظنهم سبيلاً للخلاص إلا عن طريق السحر والشعوذة والكهانة، وهكذا يسري الداء، وكلما ابتعد الناس عن الله ومنهجه، عظمت حيرتهم وكثُر بلاؤهم، ووجد شياطين الجن والإنس لدجلهم رواجًا.
٦ - ضعف دور العلماء والمفكرين، وأهل التربية في التحذير من السحرة، وبيان الأضرار الناجمة عن الذهاب للمشعوذين والعرافين، وتلك، وربي، تستحق أن تُعْقَد لها الندوات، وأن تسلط عليها الأضواء في وسائل الإعلام المختلفة، حتى يتم الوعي ولا يؤخذ الناس بالدجل.
٧ - وإذا عُطِّلَ أو قل تنفيذ حكم الله في السحرة، أو ضعفت المتابعة لهم، انتشروا وراج دجلهم، وقد يكون من أسباب ذلك عدم الإثبات، وضعف تعاون الناس في البلاغ، إذ من الناس من يقل أو ينعدم خوفه من الله، فيسعى في الأرض مفسدًا، إلا أن تردعه قوة أو يخاف الحد، ومن المعلوم أن الله يزع