للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودونكم أثر السلام، وهو نوع من الذكر، أدّبنا الله إلى البدء به حين الدخول إلى البيوت فقال جل ذكره {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (١). وأرشدنا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، واعتبره ضمانًا على الله للحفظ والأمان فقال: «ثلاثة كلهم ضامنٌ على الله عز وجل، وذكر منهم، رجلاً دخل بيته بسلام فهو ضامنٌ على الله سبحانه وتعالى» (٢).

ولا تسأل عن أثر قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، {آمَنَ الرَّسُولُ .... } {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا .. } فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه» (٣).

ومن المعاني الواردة في قوله (كقتاهُ) أي من الشيطان، ولهذا جاء في حديثٍ آخر «إن الله كتب كتابًا وأنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرءان في دار فيقرُّ بها الشيطان ثلاث ليال» (٤).

فهل نحضن بيوتنا، ونحفظ أنفسنا وأولادنا وأهلينا بذكر الله والصلاة وتلاوة القرآن ... مع استبعاد كل ما يجمع الشياطين من الصور والكلاب والغناء ونحوها من المنكرات الأخرى ... ذلكم لمن رام النجاة في الدنيا والآخرة.

خامسًا: ومما يدفع الله به الإصابة من السحر، التصبح بسبع تمرات من تمر العجوة، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: «من تصبح بسبع تمراتٍ من تمر


(١) سورة النور، الآية: ٦١.
(٢) رواه أبو داود بإسناد حسن، كما قال النووي (الأذكار ٢، وقاية الإنسان من الجن والشيطان، وحيد بالي/ ٣٦٣).
(٣) رواه البخاري (القتح ٩/ ٥٥).
(٤) أخرجه الحاكم، وصححه .. (انظر: الأشقر: عالم السحر والشعوذة/ ٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>