للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجوة لم يُصِبه سمِّ ولا سحر» (١). وقد اشترط كثيرٌ من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة- كما في الحديث- وذهب آخرون إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب، فلو تصبَّح بغيرها نفع، وهو قولٌ قويّ، وإن كان تمر العجوة أكثر نفعًا وتأثيرًا، كذا قال أهل العلم- والله أعلم- (٢).

سادسًا: التنبُّه لمخاطر العمالة الوافدة، والاستغناء عن السائقين والخدم ما أمكن، وإذا لزم الأمر فلابد من المراقبة الدقيقة لتصرفاتهم حتى لا يكونوا سببًا في نشر السحر والشعوذة والناس غافلون.

سابعًا: ونظرًا لسهولة انتشار السحر والشعوذة عند النساء أكثر منه في الرجال فينبغي على المرأة أن تحفظ نفسها في بيتها ولا تُكثر من الخروج للأسواق، وألا ترتاد الأماكن المشبوهة، وعلى الأزواج أن يحافظوا على أهليهم في بيوتهم ويوفروا لهم حوائجهم.

ثامنًا: أما الحصنُ الحصين، والسبب الوافي المنيع- بإذن الله- من كل سوء ومكروه فهو المحافظة على الأوراد الشرعية في الصباح والمساء، وهي صالحة للاستشفاء قبل وقوع السحر أو بعد وقوعه، وكيف لا؟ وهي الأدوية الإلهية كما يسميها ابن القيم، رحمه الله، ومع مسيس حاجة الإنسان لهذه الأذكار فما أكثر ما يقع التفريط فيها! وإليكم نماذج منها وأثرها:

(أ) فمن قرأ أية الكرسي حين يأوي إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. كذلك صح الخبر (٣).


(١) متفق عليه.
(٢) انظر: احذروا السحر والسحرة/ العلوان/ ٣.
(٣) البخاري ٤/ ٤٨٧، الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>