للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمون، وينفع الله بالرقى المشروعة- وقايةً أو علاجًا- إذا توفر صدق اليقين، والتوكُّلُ، وكونُ القلبِ معمورًا بذكر الله ودعائه ... وفي هذا يقول الإمام ابن القيم، رحمه الله:

( ... فالقلب إذا كان ممتلئًا من الله، معمورًا بذكره، وله من التوجُّهات والدعوات والأذكار والتعوُّذات وردُ لا يُخَلُّ به، يطابقُ فيه قلبه لسانَه كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه ... ) إلى أن يقول- موضحًا من يتأثرون بالسحر- (وعند السحرة أن سحرهم إنما يتم تأثيُره في القلوب الضعيفة المقفلة، والنفوس الشهوانية التي هي معلقة بالسُّفليات، ولهذا فإن غالب ما يؤثر في النساء، والصبيان، والجهال، وأهل البوادي، وقد ضَعُف حظُّه من الدين والتوكل والتوحيد، ومَن لا نصيبَ له من الأوراد الإلهية، والتعوذات النبوية) (١).

ئانيًا: ومن طرق علاج السحر بعد وقوعه بذل الجهود في معرفة موضع السحر، واستخراجه وإبطاله، والاستعانة على ذلك بالدعاء والتضرع لله، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه- حين سُحِرَ- فدُلَّ على مكان السحر .. وفي هذا تقول أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: (حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة، وهو عندي، لكنه دعا، ودعا، ثم قال: يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مشمٍ ومُشاطة، وجُفِّ طلعةِ نخلةٍ ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ناسٍ من


(١) زاد المعاد ٤/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>