للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابه، فجاء فقال: يا عائشة، كأن ماءها نقاعةُ الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين» (١).

وهكذا أطلع الله نبيه على موضع السحر فاستخرجه واستراح منه، وعصمه الله من آثاره السيئة، ولم يكن ذلك قادحًا في مقام النبوة كما قرر أهل العلم. قال القاضي رياض، فظهر بهذا أن السحر إنما على جسده وظواهر جوارحه لا على تميزه ومعتقده، بل ذهب بعضُ أهل العلم إلى أن ذلك من دلائل نبوته وعلائم عصمته حيث دله الله على مكانه ولم يؤثر فيه السحر، وفي مرسل عبيد الرحمن بن كعب عند ابن سعد (فقالت أختُ لبيد بن الأعصم: إن يكن نبيًا فسيُخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله) (٢).

أيها المسلمون وهنا يرد السؤال: هل يجوز الذهاب للسحرة للتعرف منهم على مكان السحر ومن سحر؟ وما معنى قول ابن المسيب كما في البخاري معلقًا عن قيادة: قلت لابن المسيب: رجل به طِبٌ أو يُؤخذ عن امرأته أيحل عنه أن ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه (٣).

أقول سبق البيان في الخطبة الماضية عن حكم الذهاب للسحرة لسؤالهم أو تصديقهم .. وأنقل لكم الآن طرقًا من أقوالِ أهلِ العلم في حل السحرِ عن المسحور يقول ابن القيم رحمه الله: حلُّ السحر عن المسحور نوعان، أحدهما: حلُّ بسحرٍ مثله وهو الذي من عمل الشيطان ..

والثاني النشرة بالرقية والتعويذات والأدوية والدعوات المباحث فهذا


(١) الحديث متفق عليه.
(٢) فوقع الشق الأول كما ثبت في الصحيحين (الأشقر السحر والشعوذة/ ١٨٤، ١٨٥).
(٣) (الصحيح مع الفتح ١٠/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>