للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِاللَّهِ} (١). على أن المسلم نفسه ينبغي أن يحتاط لنفسه، ويدفع غوائل الشر عنه ما استطاع، وإذا كانت العينُ سهمًا تخرجُ من نفس الحاسد أو العائن نحو المحسود والمعين فهي تصيب تارةً وتُخطئُ تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثرت فيه ولابد، وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا مَنفَذَ فيه للسهام لم تؤثر فيه (٢) كذا قال العارفون.

فإن قلتَ: وكيف أتقي العين؟ وما أعظم سلاح ألوذُ به؟ أجبت بأن الأذكار والأوراد الشرعية أعظم ما يحفظ الله بها الإنسان، فاسم الله الأعظم لا يضر معه شيء، و (قل أعوذ برب الفلق)، و (قل أعوذ برب الناس) ما تعوذ متعوذ بمثلهما، وقراءة آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة يحفظ الله بهما عباده المؤمنين، وقد سبق لك البيان ... إلى غير ذلك من أوراد الصباح والمساء التي بسطها العلماء في كتب الأذكار.

قال ابن القيم: ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يُعجبهُ أو دخل حائطًا من حيطانه قال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.

ومنها رُقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك) (٣).

ولقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية، وقال لأسماء بنت عُمَيس، رضي الله عنها: (مالي أرى


(١) سورة الكهف، الآية: ٣٩.
(٢) ابن القيم (زاد المعاد ٤/ ١٦٧).
(٣) مسلم ٢١٨٥ في السلام/ باب الطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>