يقول سيد قطب- رحمه الله- (وقد استُخْدمت هذه الطريقة حديثًا في تقوية الحديد، فوجد أن إضافةَ نسبةٍ من النحاس إلى الحديد تضاعف مقاومته وصلابته، وكان هذا الذي هدى الله إليه ذا القرنين وسجله في كتابه الخالد سبقًا للعلم البشري الحديث بقرون لا يعلم عددها إلا الله)(١).
وهكذا، إخوة الإيمان، ينبغي أن تكون دعائمُ التمكين في الأرض توكلاً على الله، ينفي الاعتماد على غيره، أو الاستعانة بما سواه.
وقوةً وتخطيطًا تأخذ بكل أسباب القوة الممكنة شرعًا وعقلاً، فلا تدع مجالاً للتواكل والتراخي، وإضاعة الفُرص، وهدر الطاقات سدىّ.
وسياسةً حازمةً عادلةً مع خلق الله، تسوسُهم بشرع الله، تكافئ المحسن وتفرّق بين المؤمنين والكافرين، وتكرم العلماءَ والصلحاء، وتأخذ على أيدي الفسَقة والسفهاء، وتضطرهم على الحق أطرًا.
إن الأرض أرض الله، وإن الخلق خلقُه، والسموات مطوياتٌ بيمينه، وتعْسًا لمن يحارب الله وهو الذي أوجده ومكنه، ولن يُفلحَ قومٌ نصبوا العداوةَ لشرعه، وعادَوا أولياءه، وما أنكد عيش مَن كان هّمه صرف الناس عن العبودية الحقة لله، ومهما طال ليل الظالمين فالعاقبة في النهاية للمتقين، ولا يُقدّر التمكين حقّ قدره إلا المؤمنون، فبالحقّ يحكمون، وبالعدل يسوسون، ولا تغتر بالمستكبرين، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.