الوسائل لمنع الحمل وتقليل النسل، وإضفاء الشرعية على الإجهاض، وإسقاط المواليد، وانتهاءً بإمكانية قيام الأسرة من ذكرين بدل قيامها على ذكر وأنثى.
وباختصار فالمؤتمر والمؤتمرون أباحوا لأنفسهم مناقشة ما جاءت به الشرائع السماوية، وعدم الالتفات إلى ما جاء في القرآن، فضلاً عمّا جاءت به السنة النبوية من أحكام وتشريعات، ولهذا وغيره أفتى مجلس هيئة كبار العلماء بوجوب مقاطعة المؤتمر وقالوا: إن الوثيقة كفرٌ وضلال ومخالفة للإسلام وجميع الشرائع السماوية (١).
وإذا كان هذا المؤتمر غير مستغربٍ وقوعه من الدول الكافرة، إذ هو في عداد الهجمات الشرسة على الإسلام والمسلمين، فإن مما يندى له الجبين استجابة الدول في العالم الإسلامي للمشاركة فيه، وأدهى من ذلك وأمرَ أن تحتضنه حاضرة من حواضر العالم الإسلامي؟ .
إخوة الإسلام، وتعالوا بنا لننظر في ظروف عقد المؤتمر، زمانًا، ومكانًا.
أما الزمان الذي يعقد فيه المؤتمر فهو زمان بدأت الأمة المسلمة تفيق من رقدتها وتحس بالمخاطر المحدقة بها، وهو زمان تنامى فيه الشعور الإسلامي، وبدأ الوعي بتعاليم الدين والعودة إلى قيم الإسلام تنتشر بين أجيال المسلمين، وبدأ الاهتمام بصناعة الأسرة المسلمة ويكثر نسل المسلمين، هو زمان بواكير الصحوة وإن كان بعد ثمة غفوة، وإن كان ثم مطاردة وجلة وظلمة.
وهو من جانب آخر زمان التضليل الإعلامي وفشوُّ النفاق الاعتقادي، هو زمان التخطيط الماكر والكيد المحكم من قبل الأعداء، فالحرب الباردة تصفي أو على الأقل يؤجل النظر فيها وتجمد آلياتها، والنظام العالمي الجديد تحاك
(١) انظر جريدة الرياض العدد ١٠٢٥١ في ٢٥/ ٣/ ١٤١٥ هـ.