خيوطه ويبرز بديلاً للحياة والمستقبل، ولعل المؤتمر ثمرة من ثمار هذا التخطيط الماكر، وإفراز مبكر لهذا النظام العالمي المزعوم؟ .
أما ظروف المكان فأرض الكنانة مصر العزيزة، حيث المآثر الإسلامية القديمة، وحيث درج الأنبياء عليهم السلام، وحيث العلم والعلماء، مصر يرتبط بها العالم الإسلامي قديمًا وحديثًا تبعث إليه البعوث وتصدر إليه الأفكار، وفوق ذلك كله فهي واحدة من مناطق الكثافة السكانية، فلا غَرو أن يركز عليها وأن تختار أرضها مقرًا للمؤتمر والمؤتمرين.
ولكِ الله يا مصر كم دهاك من خطوب، ولك الله يا شعب مصر كم بليت بغارات الأعداء، وكم جثم على أرضك من زعماء اعتبروا الأعداء أصدقاء؟ !
إخوة الإيمان، وثمة سؤال مهم لابد أن نطرحهُ ونجيب عليه لماذا يعقد المؤتمر في ديار المسلمين ويُدعى له المسلمون، والدول المخططة له لا تحتاج إلى بنوده ولا تضيف توصياته إن كانت جديدة إلى واقعها فالنسل محدد، والاختلاط واقع والإجهاض سائد، والحياة الاجتماعية بشكل عام ووضع الأسرة بشكل خاص، من التفكك والضياع لا مزيد عليه، والزنا واللواط، وانتشار الجنس الثالث، وكل ما يخطر ببالك مما صور البهيمية والانحطاط الخلقي مشرعة له الأبواب، وتحميه الديمقراطية وتدعو له الحرية المزعومة.
فلماذا إذًا تحرص هذه الدول على عقد مثل هذا المؤتمر؟
الإجابة باختصار حتى من دخل في النفق المظلم من أبناء المسلمين، ويدخل نفق الرذيلة من لم يدخله بعد باسم التنمية والإسكان أو ما شابهها من عبارات خادعة كاذبة.