إخوة الإسلام- في كل مكان- وكما يستطيع المنطق السليم كشف حقيقة المؤتمر وأهدافه، يستطيع المتأمل كذلك إسقاط فكرة المؤتمر الأساسية التي زعم المؤتمرون أنهم جاؤوا لمناقشتها ووضع الحلول لها، إذ تقوم فكرة المؤتمر على النظر في مشكلة الانفجار السكاني، وقلة الموارد وحتمية الفقر للشعوب وتضاعف الديون على الدول، والواقع يقول أن الشعوب الإسلامية ليس فيها انفجار سكاني إذا ما قورنت بالشعوب الكافرة الأخرى كالصين مثلاً، وبلاد المسلمين من أكثر البلاد موارد لو أحسن استغلالها، وهي أحوج ما تكون إلى كثرة السكان التي تسهم في استخراج مواردها ويستغني شعوبها عن استيراد العمالة من شعوب الأرض الأخرى- كما هو الواقع الآن.
ولو كانت هذه الدول الكافرة صادقة في حل إشكالية الفقر للشعوب لما أحرقت كل عام كميات هائلةً من المنتجات الزراعية خشية تأثير الأسعار ولبعثت بها إلى من تراهم رأى العين يتضورون جوعًا ويموتون فقرًا.
ولو نطقت البحار لشهدت على الكميات من الموارد التي تهدر فيها وللسبب ذاته فأين حل مشكلة الفقر والحال تلك؟ بل وأين حل المشكلة وكيف نستطيع التوفيق بين مزاعم هذه الدول في حل مشكلة الفقر المستقبلية المتوقعة، وواقعها الحاضر يشهد على فرض العقوبات الاقتصادية على شعوبها حتى يهلكوا لقلة الغذاء والدواء ويتآمروا جميعًا على ممارسة الحصار الاقتصادي على دول حتى يحاولوا عزلها عن الدول الأخرى؟
أما الديون المتراكمة على الدول النامية فيدرك الغرب الكافر أنها لن تحل بقلة السكان وتخفيض النسل، وهم وغيرهم يعلمون أن الديون تعود بالدرجة الأولى إلى إهدار موارد الأمة وعدم الاستفادة من كل طاقتها، وإضافة إلى تزايد السرقات من الزعماء والقادة لهذه الموارد لحساباتهم الخاصة، ومن حولهم من