للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنها لمهزلة أن يحضر المؤتمر منتسبون للإسلام يستشهدون بآيات القرآن الكريم، وبنود الوثيقة المرسومة سلفًا، بل وفكرة المؤتمر أساسًا تضرب عرض الحائط بهذه الآيات كلها، بل تريد أن تقيم فلسفة بعيدة عن هدي القرآن والسنة وتعاليم الإسلام.

وإلى أهل الإسلام الصادقين، وإلى المؤمنين حقًا بالقرآن الكريم نقول: إن شبح الفقر، والخوف من قلة الأرزاق سمة من سمات الكافرين في الماضي والحاضر ولذلك قام هذا المؤتمر على أساسها، وقديمًا كان المشركون يقتلون أحب الناس إليهم خشية الفقر فحذر الله من صنعهم وضمن أرزاقهم فقال: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (١).

بل قدّم رزقهم على رزق آبائهم في آيات أخرى {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} (٢).

ومن سعة رحمة الله ورزقه أنه يكتف بضمان رزق من يعقلون ويعملون بل تكفل بحمل الرزق لمن لا يستطيعون ولا يعقلون {وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٣).

{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (٤).

وعلى الذين يعتمدون في أرزاقهم على غير الله أن يعيدوا النظر في أنفسهم


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٥١.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٣١.
(٣) سورة العنكبوت، الآية: ٦٠.
(٤) سورة هود، الآية: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>