للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيمن يعتمدون {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (١).

ومهما بلغت طاقة البشر وقدراتهم فلا يملكون لأنفسهم رزقًا إلا ما يأذن به الله، فضلاً عن ضمان الرزق لغيرهم:

{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} (٢) {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} (٣).

هذه الآيات وغيرها كثير كفيلة بطمأنة المسلم في ضمان رزقه وعدم اعتماده فيه على أحد غير الله فليعبده وليتوكل عليه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (٤)

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (٥).

وإذا كان خوف الفقر سمة الجاهلية الأولي والآخرة فإن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق- أجنة كانوا أو وليدًا- سمة الجاهلين قديمًا وحديثًا، والفرق بين الجاهلية الأولى والآخرة أن الجاهلية الأولى تمارس القتل والقرار بوسائلها البسيطة الأولى فتحفر للبنت وتدفنها وهي حية، وتضع المرأة على حفرة فإن كان المولود بنتًا ردمت عليها الحفرة إلى الأبد. أما الجاهلية المعاصرة فتستخدم التقنية وسيلة للقتل، وتقترح إنشاء مصحّات خاصة بالإجهاض علنًا وهي لا تكتفي بإزهاق أرواح البنات بل تشمل في جريمتها الذكور والإناث على حدٍ


(١) سورة العنكبوت، الآية: ١٧.
(٢) سورة الملك، الآية: ٢١.
(٣) سورة فاطر، الآية: ٣.
(٤) سورة الذاريات، الآيات: ٥٦ - ٥٨.
(٥) سورة الطلاق، الآيتان: ٣، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>