وليس في ذلك أي غضاضة على امرأة، فهي محل التكريم والتقدير أمًا وأختًا وبنتًا، تشب وتشيب معززة مكرمةً مصونة العرض، محفوظة الحقوق، وليست كالأنعام السائبة في الحظائر المختلطة، أو كقصعة الأيتام في مائدة اللئام، وكالفريسة التائهة بين الذئاب الجائعة، كما يريد لها الكفرة والمنافقون.
إخوة الإسلام، هذه ذكرى لا يتسع المقام لأطول منها، وإلا لذكرتكم بآياتٍ أُخر من القرآن، وطائفة من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام.
ولكن القصد أن تعلموا أنه يراد للمؤتمر الطعن في عقيدة المسلمين، ويزيد المؤتمرون التشكيك في مصادر التلقي عند المؤمنين، ويريد الذي يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا، والله من ورائهم محيط، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين. {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} (١).
أيها المسلمون، وإذا سقطت أفكار المؤتمر عقلاً وشرعًا، واتضح الهدف دينًا ودنيا، فيبقى حديث عن الدروس والعبر، والأهم من ذلك، ما هو الدور والعمل الذي يجب أن يقوم به المسلمون على كافة المستويات تجاه هذا المؤتمر وأمثاله من مؤتمرات القرار؟ .. ذلك أرجئ الحديث فيه للخطبة القادمة بإذن الله.