للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمتأمل في الموضوعات المطروحة للنقاش في المؤتمر يدرك هدف الغرب وحرصهم على فرض الحضارة الغربية وقِيَمها البالية على كافة شعوب العالم، ويدرك أيضًا محاولة الغرب ترحيل مشكلاته إلى الآخرين، وإجبارهم على حل هذه المشكلات وتقنينها، فالإجهاض مثلاً- وهو من أكبر القضايا المثيرة للجدل- مشكلة كبرى وقضية مثيرة للجدل هناك، وتتصدر الأخبار عندهم حوادث قتل الأطباء الذين يمارسون عمليات الإجهاض، وتقف بعض الجمعيات تدافع عن القاتلين، لأنهما حين قتلا إنما كانا يدافعان عن حق الأجنة في الحياة.

إذًا هذه مشكلة وهي تحتاج إلى دراسة وتقنين، وهذا المؤتمر فرصة لدراستها وتقنينها، ولو كانت على حساب الآخرين، وزواج الرجل بالرجل يمارس علنًا في ظل هذه الحضارة المزعومة، بل وتحميها وتباركها (الكنيسة المضللة)، وفي جامعة فرجينيا مثلاً- وهي من أكبر الجامعات تميزًا في أمريكا يعرض الأستاذ في مقرر الأصول الاجتماعية للتربية على الطلبة فيلمًا وثائقيًا لهذه الظاهرة وفيه يظهر العروسان وعدد من المدعوين في الكنيسة، والقسيس وهو يتحدث عن الحياة الزوجية وأهميتها ويطلب منها مراعاة كل منهما للآخر والمحافظة على مشاعره، فهل يتصور عاقل هذا الزواج؟ وهل من قيم الحضارة ترحيل هذه المشكلات للآخرين (١).

إخوة الإسلام، لقد بلغت البهيمية عند هؤلاء ذروتها، وتصدع جدران الأسرة وتحطمت أركانها، وغرقوا في الوحل واعترفوا بالضياع فأرادوا جر غيرهم وإشراك العالم في مشكلاتهم، ولم يكن ذلك منسجمًا ولا متوازنًا مع ما بلغوه من العلم المادي، والتقدم التكنولوجي، وهذا أحد زعمائهم، السيناتور (ويلم


(١) انظر مقال الدكتور/ محمد عبد العليم مرسي، مؤتمر السكان والتنمية هذا، الشرق الأوسط، عدد ٥٧٦ في ١٠/ ٩/ ١٩٩٤ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>