للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوليرايت) رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي لعدة دورات، ومؤلف كتاب (حماقة القوة) يُسأل عن انطباعه حين حققت أمريكا ما حققت في عالم الفضاء فيقول غير مبهور ولا مأخوذ بما وصلوا إليه (لقد وضعنا رجلاً على سطح القمر ولكن أقدامنا مغروسة في الوحل).

وهو بذلك يشير إلى المآسي الأخلاقية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع (١).

فهل يفيق المغرمون بهذه الحضارة وهل يكون الأتباع أشد عجبًا من المتبوعين، وهل يكون الأدعياء من أهل الدار الأصلاء؟

{فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (٢).

والمؤتمر رسالة مكشوفة لإفساد الأسرة المسلمة وهدِّ بنيانها وهو سهم طائش، ظالم تجاه المرأة، إذ يملأ رحمها زورًا وبهتانًا ثم يعمد إلى إجهاضها ظلما وعدوانًا، وهو تحريض مسيس لثورتها على الأصول والثوابت وتشكيك لها في الوحيين: في القرآن والسنة، ولا أخال المرأة المسلمة الواعية تجهل مداخلهم الخفية من أبواب الحرية، والمساواة، والتعليم والثقافة، تلك التي تستجر بسطاء النساء وتعي ما وراءها الواعيات من النساء.

ومن دروس المؤتمر أنه كشف عن جهل أو ضعف بعض المسلمين الذين شاركوا فيه دون استحضار هذه القيم والمعاني والأهداف المرسومة سلفًا، وأعطت مؤشرًا لبعض من يثقون بالغرب ثقة عمياء ويتخذونهم أولياء والله تعالى


(١) المرجع السابق.
(٢) سورة الحج، الآية: ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>