وكشف المؤتمر عن المنافقين الذين يتعاملون مع المسلمين بوجه ويتعاملون مع الكافرين بوجه آخر، وأولئك يروجون للمؤتمر ويدفعون عجلته أكثر من أصحابه، بل يصورون المؤتمر فرصة لتوضيح مبادئ الإسلام، والهدف من التشكيك في أصول الإسلام وثوابته، فالمؤتمر وإن كانت ديار المسلمين تحضنه فهو غربي المنشأ والتخطيط، صليبي الغرض والهدف، يبرز فيه الفاتيكان مناقَشًا ومعترضًا ظاهرًا والله أعلم بما يدور ويخطط في الخفاء، وحين يكون يوم الأحد إجازة للمؤتمرين فذلك إحكام للنصارى السيطرة على المؤتمر شكلاً ومضمونًا. والله المستعان.
إخوة الإيمان، ومع ذلك كله ومع غير هذه الوقفات والدروس التي يطول سردها فينبغي ألا يخامر المسلمين أدنى شك في دينهم، أو يدخل اليأس والإحباط إلى قلوبهم، وهذا هو الواجب الأول على المسلم تجاه هذه المؤتمرات، بل ينبغي أن يزداد المؤمن ثقة بدينه وحماسًا للتمسك به ونشره، فليس يحارب إلاَّ الأقوياء، وليس يبتلى إلا المؤمنون الأشداء، ولو لم يكن هذا الدين من العظمة والسمو والقدرة على غزو الآخرين والتأثير فيهم لما هابه الأعداء وخططوا للقضاء عليه، فإذا كان هذا مع ما في المسلمين من ضعف ومع ما في تطبيق تعاليم الإسلام من قصور في واقع المسلمين فكيف لو عادت للمسلمين قوتهم، وكيف لو سادت الأرض أحكام الإسلام ... الله أكبر إنه التخوف من شبح الإسلام، والقلق لهذه القوة المسلمة أن تتفجر يومًا من الأيام،