فهل هذا المؤتمر وما قبله أسلوب من أساليب التعويق لهذا الخطر القادم ليس ذلك ببعيد ولا مستغرب؟
وينبغي كذلك أن لا يدعونا هذا التخطيط الماكر للتشنج أو مجرد الاستنكار والشجب ليس إلا، بل يجب أن يؤكد ذلك دعوتنا إلى عمل وتخطيط وإنتاج نثبت به قدراتنا للآخرين، ونخرج بحلول عملية نغيظ بها الكافرين، ونُبصِّر بها الحائرين ونكشف الغمة عن المترددين، فعددنا كبير، وطاقاتنا كثيرة، ومفكرونا ليسوا أقل شأنًا من مفكريهم، ولكنا بحاجة إلى لَمِّ الشمل، وتوحيد الكلمة والاستفادة من طاقتنا والتعاون فيما يخدم المصلحة ويحقق نصرة الدين وإعلاء كلمة المسلمين.
إخوة الإسلام وعلى الرغم من الحضور الكبير للمؤتمر، فحضور المؤتمر لا يمثل وجهة نظر الشعوب الإسلامية، فهناك دول لم تشارك فيه، وهناك هيئات وجمعيات ومنظمات استنكرته، وهناك أصوات واحتجاجات ومسيرات، وهذه وتلك تؤكد الوعي عند طائفة من المسلمين، يجب ألاَّ تستقل نفسها أو تنخدع بالصياغات والتعديلات الطفيفة التي لا تأتي على أصل المؤتمر وهدفه.
وثمة واجب آخر على من تلبَّس واشترك، أو دخل بحسن نية فاتضح له الهدف أن يكشف ما في المؤتمر من ممارسات وأباطيل، وأن يكون أمينًا في نقله دقيقًا في تصويره، وأن يعتبر نفسه النذير العريان لمن لا يزال مخدوعًا وما راءٍ كمن سمع؟
والحق بغية المسلم، واللبيب لا يخضع والحر لا يكذب، والشجاع لا يتردد، والناطق بالباطل شيطان ناطق، والساكت عن الحق شيطان أخرس.