للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طهارة القلب، فطهارة الثوب وطيب مكسبه تكميل لذلك، فإن خبث الملبس يكسب القلب هيئة خبيثة، كما أن خبث المطعم يكسبه ذلك (١).

ومن هنا تعلم، أخي المسلم، أن أول شيء من عوامل إصلاح القلب طيب المطعم، وطيب الملبس، وكونهما من حلال، وليست بخافٍ عليك أن خبيث المكسب تُحجب دعوته دون السماء، وهو يقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأني يستجاب له؟ لذلك، كما أخبر الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام اللهم لا تحرمنا فضلك بسبب شح نفوسنا وتجاوزها الحلال إلى الحرام.

والبعد عن المحرمات بشكل عام عامل مهم من عوامل إصلاح القلوب، وتأمل كيف ربط الله في كتابه العزيز بين طهارة القلب وتزكيته وبين الخلاص والنهي عن عدد من الذنوب، كالنظر المحرم، والزنا، وهتك عورات المسلمين، قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (٢).

وقال تعالي: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (٣). قال ذلك عقب تحريم الزنا والقذف ونكاح الزانية فدل أن التركي هو باجتناب ذلك.

وقال تعالى: - في آية ثالثة- {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} (٤). قال ذلك في الاستئذان على أهل البيوت، فإنهم إذا أمروا بالرجوع فامتثلوا ولم


(١) (إغاثة اللهفان ١/ ٦٧، ٦٩).
(٢) سورة النور، الآية: ٣٠.
(٣) سورة النور، الآية: ٢١.
(٤) سورة النور، الآية: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>