للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا ما رأيت، قال عبد الله: فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي والله التي لا نطيق) (١).

إخوة الإسلام، تشبهوا بالصالحين، واقتدوا بالهداة الراشدين، ولا يلقين الشيطان في روعكم أن تلك أمة خلت، فمن يؤمن بالله يهد قلبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا .. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.

ثم اعلموا- وفقني الله وإياكم للخير- أنه لن تتم لكم سلامة قلوبكم حتى تسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص (٢).

وإذا علمتم ذلك فاعلموا كذلك أن خير ما اكتنز الناس- كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- ثلاثة: قلب شاكر، ولسان ذاكر، وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك (٣).

وفقني الله وإياكم للخير وعصمنا من الشر، وجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ... وصلوا، رحمكم الله، على خير نبي .. فقد أمركم الله بذلك.

أخي في الله، كلنا في قلوبنا مرض، لكن حجم هذا المرض يختلف من شخص لآخر، وكلنا محتاجون إلى تعاطي الأدوية الناجعة لعلاج مرضى القلب، فلنسارع إلى العلاج، ولنأخذ بالأسباب، ولا يكن نصيبنا من الخط سماعه.

وإنما قدمت لك بعض ما يسمح الوقت به من الأدوية وربما خطر لك علاج آخر تفطنت لدواء ناجع فعليك به.


(١) انظر رسالة العمل بالعلم/ العلوي ص ٨ - ١٠.
(٢) ابن القيم، الداء والدواء ص ١٧٩.
(٣) صحيح الجامع ٤/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>