للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاحفظوا ألسنتكم عن الحرام وتحملوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم».

لاسيما وثمة وظائف أخرى للسان يستطيع المرء أن يشغله بها، فالذكر من أجلِّ القربات، وبذكر الله تطمئن القلوب، والدعاء مطلوب في كل حال وهو في أوقات الشدائد أحوج، كما هدى إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ففي صحيح البخاري عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعًا يقول: «سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات -يريد أزواجه- لكي يصلين .. » (١).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث الندب إلى الدعاء والتضرع عند نزول الفتن ولاسيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له (٢).

كما يجدر بالمسلم في أوقات الفتن الإكثار من العبادة فللعبادة بشكل عام وأوقات الفتن بشكل خاص منزلة عظيمة، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الهرج كهجرة إلي» (٣).

والذي يظهر- والله أعلم- أن أوقات الفتن يضطرب الناس وتنشغل القلوب، وتكل النفوس، وبالتالي ينشغل الناس عن بعض العبادات، . ولذا أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم إليها لأن المتلفت إليها قليل، أو لما فيها بإذن الله دفع الغوائل ورفع الكربات لما تشتمله على ذكر وتضرع لله تعالى، ولجوء إليه وحده فهو كاشف البَليَّات.


(١) الحديث/ ١٣/ ٢٠.
(٢) السابق ١٣/ ٢٣.
(٣) رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه، انظر: صحيح الجامع ٤/ ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>