للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريدُ الرجوع إلى شيءٍ من سيئته، هذا هو المبرِّر، وصنف يذنب ثم يندم، ويذنب ويحزن، ويذنب ويبكي، هذا يرجى له ويُخاف عليه، وصنف يذنب ولا يندم ولا يحزن ويذنب ولا يبكي، فهذا الكائن الحائر عن طريق الجنة إلى النار (١). يا أخا الإسلام، إياك من الفرح بالخطيئة، وإيَّاك أن تنسيك لذة الهوى مرارة الخطيئة، وأن تحرق نار الهوى بذرة الإيمان في قلبك، وإيَّاك إيَّاك والمجاهرة بالذنب، أو عداوة من يهديك للحق أو استحقار من يعلمك الخير، أو التضايق ممن يصدقك الحديث، فصديقك حقًا من صدقك القول لا من صدَّقك في كل ما تقول وتعمل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (٢).

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ...


(١) برقم ٧١٥٦ عن سبيل النجاة من شؤم المعصية محمد درويش/ ١٠.
(٢) سورة الأعراف، الآيتان: ٥٢، ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>