للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضدادها من الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمتُه بمثل طاعته والتقريب إليه والإحسان إلى خلقه) (١).

كيف لا؟ إخوة الإسلام، والقرآن الكريم يُذكرنا بمصير السابقين ويقول جل ذكره: {فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (٢) ويقول تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (٣) وقال تعالى: {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً} (٤) وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (٥) وتأملوا معاشر المسلمين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (٦).

قال الإمام علي، رضي الله عنه: (ما نزل بلاءٌ إلا بذنب وإلا رفع إلا بتوبة) (٧).

أيها المسلمون، والفساد الناشئ في الأرض لكثرة خطايا العباد وإسرافهم في الذنوب لا تنتهي آثاره على العصاة وحدهم، بل يعم الناسَ إذا لم يتناصحوا ويأخذوا على أيدي السفهاء (إن الناس إذا رأوا الظالم ثم لم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده).

ولا تقف العقوبة عند حدود الآدميين، بل يطال شؤم المعصية الأحياء


(١) الداء والدواء/ ٣٨، ٣٩.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٦٦.
(٣) سورة الزخرف، الآية: ٥٥.
(٤) سورة الحاقة، الآية: ١٠
(٥) سورة الشورى، الآية: ٣٠.
(٦) سورة الرعد، الآية ١١.
(٧) الداء والدواء/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>