للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن خالف ذلك هواه، وما تشتهيه نفسه، وإذا تمثل الإنسان الحياء قاده إلى كل خير، وحجبه عن كل سوء، لكن ذلك يحتاج إلى جدٍ واجتهاد، وترويضٍ للنفس، واحتسابٍ للأجر عند الله. وهذا هو الحياء الشرعي المطلوب، فالحياء الشرعي- كما قال أهل العلم- هو المقترن بالعلم والنية الطيبة، وهو الباعث على فعل المأمور، وترك المحظور، وهو الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر (١). وإذا كان هذا هو الحياء الشرعي، فهناك حياء غير شرعي؛ قال عنه الحافظ ابن حجر: ولا يقال: رب حياء يمنع عن قول الحق، أو فعل الخير، لأن ذلك ليس شرعًا (٢).

وقال أيضًا: وأما ما يقع سببًا لترك أمر شرعي، فهو مذموم، وليس هو بحياء شرعي، وإنما هو ضعف ومهانة (٣).

وهكذا يتضح الفرق بين الحياء الشرعي الذي يريده الله، ويؤجر عليه الإنسان، وبين الضعف والمهانة الذي يُنسَب للحياء، وليس منه في شيء.

نسأله تعالى أن يبصرنا في ديننا، ويرزقنا الحياء، ويعصمنا البذاء والجفاء، وسوء الأخلاق.


(١) الفتح ١/ ٥٢.
(٢) الفتح ١/ ٥٢.
(٣) المصدر نفسه ١/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>