للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاعلم -أخي المسلم- هذه اللمة وافقه المخرج منها فذلك عون لك بإذن الله على الإنفاق والإحسان، وطريق إلى الجنان بإذن الله.

إخوة الإسلام، ويتردد بعض المحسنين حين النفقة بين الإسرار بالصدقة أو الإعلان، والله تعالى امتدح الأمرين معًا فقال: {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (١). فمتى يكون الإسرار بالصدقة أفضل، ومتى يكون إعلانها أفضل؟

قال العلماء في الآية دليل على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها لأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذه الحيثية.

والأصل أن الإسرار أفضل لهذه الآية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (٢) ... وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، فأما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قومًا فسألهم بالله ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم، فمنعوه، فتخلف رجل بأعقابهم، فأعطاه سرًا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه (٣) ..

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صدقة السر تطفئ غضب الرب» (٤).


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٧٩.
(٢) الحديث متفق عليه- انظر تفسير ابن كثير ١/ ٤٧٧.
(٣) الحديث صححه الترمذي، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وحسنه محقق جامع الأصول ٩/ ٥٦٣، ٥٦٤.
(٤) صحيح الجامع ٣/ ٢٤٠، ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>