للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البحث عن أسباب الذلة والهوان .. وسيجدون أن أعظم الأسباب كامن في ذوات أنفسهم، وأن الله لا يسلط عليهم عدوًا من خارج أنفسهم إلا إذا هم خالفوا أمره وعصوا رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول الحق تبارك وتعالى {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} (١) ويقول تعالى {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (٢) ويقول جل ذكره: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} (٣).

بل لقد أنزل الله- فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قوله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} (٤).

وإذا كان هذا مع أهل الإيمان فلا تسأل عن غيرهم من أهل الضلالة والفجور والعصيان؟ وما ربك بغافل عما يعملون.

٥ - الدرس الخامس: هذه الأحداث المؤلمة على أهل الإسلام قديمًا وحديثًا كما تؤكد سنة الابتلاء وتمييز الصادقين من الكاذبين، فهي تؤكد كذلك عظمة هذا الدين، وأنه صخرة شماء، غني عنهم، لكنهم هم الفقراء إلى عفو الله ورحمته، فإذا صلحت أحوالهم واستقامت أمورهم على شريعة الله فليبشروا


(١) سورة الشورى، الآية: ٣٠.
(٢) سورة الرعد، الآية: ١١
(٣) سورة محمد، الآية: ٣٨.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>