بنصر الله تحقيقًا لوعد الله والله لا يخلف الميعاد {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}(١).
٦ - سادسًا- ويبقى بعد ذلك صنفان من الناس لهما أثر كبير في صلاح الناس واستقامتهم ألا وهم العلماء والأمراء، وحيث لا يزال الحديث متصلاً بأحداث التتر منع المسلمين، وللحديث بقية، فسأورد لكم في الخطبة القادمة بإذن الله بأن العلماء والأمراء لهم أثر كبير في استصلاح أوضاع المسلمين، ومن ثم تحقيق النصر المؤزر في وقعة عين جالوت على أعداء الدين.
٧ - أيها المسلمون ويبقى سلاح الدعاء سهمًا نافذًا، وعدة ما لها من نفاد يملكها الفقراء كلما يملكها الأغنياء، وتشوي فيها الذكر والأنثى على حد سواء، ولا يعذر بها العامة فضلاً عن العلماء، فألحوا على الله بالدعاء بنصرة هذا الدين والتمكين للمؤمنين واظهروا لله الفاقة والتضرع والخشوع، وادعوه دعاء المضطر، لاسيما في مثل هذا اليوم الذي نصر الله فيه الحق على الباطل (يوم عاشوراء) وهو يوم الجمعة فيه ساعة تستجاب فيها الدعوة كما تعلمون .. وأنتم ومعظمكم لله صائمون وللصائم دعوة لا ترد.
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .. فهو يجيبه المضطر إذ دعاه ويكشف السوء.