ناظريه مجالات العلم رحبةً واسعة، وتهذب من سلوكه، وتعزز تجاربه وتطلعه على شيءٍ من واقع أمته في الماضي، وتترك له المقارنة بالحاضر.
إن المناهج الدراسية- في عالمنا الإسلامي- يجب أن تكود مدرسة يتعلم فيها الدارس ما ينفعه في دينه، ويصلح له دنياه، ولا قيمة للعلم إذا لم يهد للإيمان، وإذا حارت العقول في تفسير عظمة هذا الكون فعقل المسلم قادر على الإجابة والبيان، أجل، إن عددًا من العلوم غير الموجهة، وكَّمًا من العلماء والباحثين يزيد عجائبنا ولا يحلها، فهذا الفلكي- مثلاً- بعلمه، ودقته، وحسابه، ورصده، وآلته، ماذا صنع؟ أبان لنا بأن ملايين النجوم في السماء، بالقوة المركزية بقيت في أماكنها، أو أتمت دورتها، كما أن قوة الجاذبية حفظت توازنها، ومنعت تصادمها، كما أبَان الفلكيون عن حجم الشمس والنجوم وسرعتها وبعدها عن الأرض، يزيدوننا عجبًا، ولكن ما الجاذبية؟ وكيف وجدت؟ وما القوة المركزية؟ وكيف نشأت؟ وهذا النظام الدقيق العجيب كيف وجد؟ أسئلة تخلى عنها الفلكي لما عجز عن حلها.
وأبان الجيولوجي لنا من قراءة الصخور كم من ملايين السنين قضتها الأرض حتى بردت .. وكيف غمرت بالماء؟ وكيف ظهر السطح؟ وأسباب البراكين المدمرة، والزلازل المهلكة .. وكذلك فعل علماء الحياة في حياة الحيوان، وعلماء النفس في نفس الإنسان، ولكن هل شرحوا إلا الظاهر، وهل زادونا إلا عجبًا، وسلوهم السؤال العميق المعبر، والذي يتطلبه العقل دائمًا، وهو: من مؤلف هذا الكتاب المملوء بالعجائب التي شرحتم بعضها، وعجزتم عن أكثرها، أتأليف ولا مؤلف! ، ونظام ولا منظم، وإبداع ولا مبدع؟ من أنشأ في هذا العالم حياة وجعلها تدب فيه؟ إنه الله تبارك الله أحسن الخالقين، وكذلك يقود العلم إلى الإيمان، ولقد شهد العلماء من غير المسلمين بالتقاء العلم