للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكشوفًا إظهارًا للجلادة في مقام العبادة، ويظن البعض أن الاضطباع من حين يحرم إلى أن يخلع ثياب الإحرام، وإنما محله الطواف فقط، قال ابن عابدين: (والمسنون الاضطباع قبيل الطواف إلى انتهائه لا غير) (١).

أما الرمل فهو إسراع المشي مع تقارب الخطا من غير وثب، وهو في الأشواط الثلاثة الأولى فقط إن تيسر، فإذا فرغ من الطواف سوى رداءه وصلى ركعتي الطواف خلف المقام، أو في أي مكان من البيت إن لم يتيسر، يقرأ في الأولى (الكافرون) وفي الثانية (قل هو الله أحد) ثم يذهب إلى الصفا والمروة ليسعى بينهما مبتدئًا بما بدأ به (الصفا) ويرقى عليه، ويستقبل القبلة ويوحد الله ويكبره ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده- يكرر هذا ثلاث مرات، ويدعو بين ذلك رافعًا يديه- كما ثبت ذلك من حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم رقم (١٢١٨). وهذا الذكر والدعاء قلَّ من يتمسك به مع ثبوته، ثم يسعى إلى المروة، ويسرع بين العلمين الأخضرين، ويدعو ويذكر الله بما شاء، أو يتلو القرآن، ومن الأدعية الثابتة في السعي، عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما: (رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم) (٢). وعلى الحاج أن يتذكر بشكل عام عظمة هذه المشاعر وهو يؤديها، فلا يتحرك جسمه، وقلبه سارح عن الهدف والحكمة منها، وفي السعي مثلاً، قال أهل العلم في حكمته:

١ - أن يشعر الساعي بأن حاجته إلى الله وفقره إلى خالقه كحاجة وفقر أم إسماعيل عليه السلام في ذلك الوقت الضيق والكرب العظيم.


(١) الفوزان ص ٥١.
(٢) صححه الألباني، كما نقل الفوزان/ ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>