المسجد، ثم قصد الحجر إن تيسر له ذلك دون مزاحمة، وإيذاء الآخرين، وقبَّله وإلا استلمه بيده اليمني، فإن لم يتيسر أشار إليه، ثم يبدأ الطواف قائلاً:(بسم الله والله أكبر) اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ويكثر من الدعاء والذكر وتلاوة القرآن، بقلب خاشع متأمل، وليس للطواف أدعية مخصوصة بكل شوط، ومن أخطاء الحجاج أنهم يصطحبون معهم حال الطواف أدعية مكتوبة قد لا يفقهون معناها، بل ولا يحسنون نطقها، ولو أنهم دعوا بما عرفوا ويفقهون لكان أولى لهم وأحرى باستجابة دعائهم، فإذا وصل إلى الركن اليماني استلمه من غير تقبيل إن تيسر، ويقول بين الركنين. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، وكلما مر بالحجر الأسود كبّر مرةً واحدة، وأشار إليه بيده اليمنى إن لم يتيسر تقبيله ولا استلامه.
وهنا خطأ يقع فيه كثير من الحجاج وهم يقبِّلون أو يستلمون أو يتمسحون بجوانب من البيت أو المقام، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولا يستلم من الأركان إلا الركنين اليمانيين دون الشاميين فإن النبي صلى الله عليه وسلم استلمهما خاصة لأنهما على قواعد إبراهيم، والآخرين هما في داخل البيت .. وأما سائر جوانب البيت ومقام إبراهيم، وسائر ما في الأرض من المساجد وحيطانها، ومقابر الأنبياء والصالحين كحجرة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومغارة إبراهيم .. وصخرة بيت المقدس فلا تستلم ولا تقبل باتفاق الأئمة (١).
ويستحب في طواف القدوم الاضطباع والرمل، والاضطباع أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفه على عاتقه الأيسر، فيكون المنكب الأيمن،