للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدود الحرم في عرفة أو غيره من الحل لم يجزئه على المشهور (١).

وينتبه للسِّن المشروعة في الهدي، ويأكل ويهدي ويتصدق منها ثم يحلق رأسه أو يقصر والحلق أفضل، فإذا أتم الحجاج رمي الجمار في اليوم الثاني عشر لمن تعجل، وفي اليوم الثالث عشر لمن تأخر، وعلى من أراد التعجل أن يخرج قبل غروب الشمس، عادوا إلى البيت ليطوفوا طواف الوداع لمن طاف للحج وسعى، ومن أخَّر طواف الإفاضة- وهو طواف الحج- فطافه عند الخروج أجزأ عن الوداع، لكن ينويه للحج لأنه ركن، وطواف الوداع يدخل ضمنه.

وعلى الحاج أن يسال الله ويبتهل إليه دائما بالدعاء وطلب القبول، ومغفرة الذنوب .. فتلك مواطن تُسْكَبُ فيها العبَرات، وتُسْتجاب فيها الدعوات، ويُكفِّر الله بها السيئات.

وعلى الحاج، كذلك، أن يتعرَف على إخوانه المسلمين، ويعاون المحتاج منهم، ويعلم الجاهل، فالحج فرصةٌ لتعارف المسلمين، وتآلفهم، وتعاونهم على البر والتقوى.

وإطعام الطعام من بر الحج، وإهداء الأشرطة أو الكُتيِّبات النافعة من سبيل الدعوة إلى الله.

أيها المسلمون جميعًا، وستظلكم هذه الأيام أيام فاضلة عند الله، ألا وهي عَشر ذي الحجة، أقسم الله بها في كتابه فقال: {وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (٢)، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضلها بقوله: «مَا مِن أيامٍ، العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله منه في هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا


(١) شرح المهذب ٨/ ١٩٠، ١٩١، الفوزان/ ٦٠.
(٢) سورة الفجر، الآية: ١، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>