للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: (ألهكم التكاثر) قال: «يقوله ابن آدم: مالي مالي! وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت» (١).

أيها المسلمون، ومما يعين على الخلاص من فتنة المال، أن يعلم الناس أن المسكنة ليست عيبًا، فهذا صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: «اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة» (٢).

ويسري عن الفقراء، وهو يخبر، أنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء فيقول: «يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمسمائة عالم» (٣). وفي رواية: «يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بأربعين خريفا» (٤).

إخوة الإيمان، وتأملوا هذا العلاج النبوي للخلاص من هموم الدنيا، يصفه النبي صلى الله عليه وسلم لكل علاج ويقول: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل» (٥).

إنه التوكل الحق على الله، والاستغناء به وحده عما سواه، وسؤال الله وحده والالتجاء إليه لكشوف الكربة، وإزالة الغمة، والله هو الغني الحميد، وهو أكرم الأكرمين، ومن رفع يديه إليه سائلاً لا يمكن أن تعود إليه صفر اليدين، إنها دعوة للتعفف عما في أيدي الناس، وهي تحذير عن المسألة، إلا في الحدود المأذون


(١) رواه مسلم انظر: مختصر مسلم للمنذري ص ٥٨٠ ح ٢١٧٨.
(٢) رواه الترمذي وابن ماجه بسند صحيح، صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٧٥.
(٣) رواه الترمذي، وقال حسن صحيح، صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٧٦.
(٤) صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٧٥.
(٥) رواه الترمذي وأبو داود بسند صحيح، صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٧٠، ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>