للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجاوز الحلال إلى الحرام فقد فاته الفلاح، ووقع في اللوم، واتصف بالعدوان (١).

أيها المؤمنون -وقاني الله وإياكم الفتن والشرور- وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، فهو سلعة غالية، وهو مكانة عالية، وهو طريق السعادة في الدنيا والآخرة، لكنه جهاد ونية وصبر وتضحية وضبط لزمام النفس وتعال عن الشهوات المحرمة، والإيمان بإذن الله حارس للمرء عن الوقوع في المحرمات، وهو درع يحمي صاحبه عن المهلكات، لكن الزنا- معاشر المسلمين- يخرم هذا الحزام من الأمان، ويدك هذا الحصن الحصين، وينزع هذا السربال الواقي بإذن الله إلا أن يتوب، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان فإن تاب رد عليه».

ولا يجتمع الإيمان مع الزنا، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .... الحديث».

وتُحَذِّر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تروي هذا الحديث وأمثاله، تُحَذِّر الأمة وتقول: فإياكم وإياكم (٢) .....

كما جاء في رواية أخرى من روايات الحديث بيان الفرق بين الإيمان والزنا، وكرم هذا وخسة ذاك، فقد ورد: «لا يسرق السارق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني وهو مؤمن، الإيمان أكرم على الله من ذلكم» (٣).


(١) خطب الفوزان.
(٢) رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح (مجمع الزوائد ١/ ١٠٠).
(٣) روى هذه الزيادة البزار، وفيه إسرائيل الملائي وثقه يحيى بن معين في رواية وضعفه الناس (مجمع الزوائد ١/ ١٠١)

<<  <  ج: ص:  >  >>