للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من السهل على أي منا أن يلوم الشباب ويُجرِّمهم، ويتحدث عن انحرافهم، ولكن التحدي يكمن في مساهمتنا في حل مشكلاتهم وتقويم ما انحرف من سلوكياتهم، واقتراح البرامج العملية المفيدة لاستثمار أوقاتهم، وتلبية رغباتهم والاستجابة لطموحاتهم وفق تعاليم الإسلام، ليس ذلك دفاعًا أبلهًا عن الشباب، ولا تجريدًا لهم عن المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ولا تبريرًا لأخطائهم .. لكنها المسؤولية المشتركة لابد من بيانها، والتعرف على حقيقة المشكلة والأطراف المسؤولة عنها، وتلمس أفضل طرق العلاج بعيدًا عن التلاوم والمنازعة والخصام، دون إسهام في العلاج.

إخوة الإسلام، وليس يخفى أن عنصر الشباب محل اهتمامٍ عالمي وهم كذلك محلُّ إشكال دولي، ومعدل الجريمة بينهم أكثر من غيرهم، ومن عجبٍ أن الأنظمة البشرية مهما كانت مُقنَّنةً وصارمةً، والتقنيات البشرية مهما تقدمت في أساليب مكافحة الجريمة، فيأبى الله إلا أن تتزايد نسب الجريمة، وترتفع معدلاته كلما ابتعد البشر عن منهج الله وشريعته، ويتراجع المؤشر وتنخفض نسب الجريمة كلما حُكم الناس بشرع الله، وصدق الله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (١).

ليس ذلك تنظيرًا بل الواقع يشهد به، ومهما بلغت نسب انحراف الشباب في المجتمعات الإسلامية، فهي لا تبلغ أو تقارب النسب في المجتمعات الكافرة، وهاكم الدليل والمثال:

يقول الرئيس الأمريكي جون كندي: إن الشباب في أمريكا آخذ في الانحراف بصورة مزعجة، حتى أصبح لا يصلح للتجنيد منهم إلا شخصٌ واحد من كلِّ


(١) سورة الأنعام، الآية: ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>