للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستكثروا أي شيء يقدمونه لهذا الدين، ولم يندموا إذا فاضت أرواحهم شهداء في سبيل الله.

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تأثر لمصابهم وما وجد على أحدٍ ما وجد عليهم (أصحاب بئر معونة) كما قال أنس (١).

وهاك نماذج لمواقفهم وعناية الله بهم، هي وربي قمم في الإيمان، وهي صالحةٌ للاعتبار في أوساط الشيوخ والشبان.

فهذا حرام بنُ ملحان- خال أنس- رضي الله عنهما، حينما أتاه رجلٌ من خلفه فطعنه برمحٍ حتى أنفذه، قال بالدم هكذا، ونضحه على وجهه ثم قال: (فزت ورب الكعبة) (٢).

وهذا (عامر بن فهيرة) رضي الله عنه، قال عنه أحد الكفار حين قتل: (لقد رأيته بعدما قتل رُفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع ... ) (٣).

وقد ذكر الواقدي وابن المبارك: أن الملائكة وارته ولم يره المشركون، قال ابن حجر: وفي ذلك تعظيم لعامر بن فهيرة، وترهيب للكفار وتخويف (٤).

أما قائدهم كما في رواية ابن إسحاق (المنذر بن عمرو الخزرجي)، فكان يلقب المُعْنِق ليموت وإنما لقب بذلك لأنه أسرع إلى الشهادة (٥).


(١) أخرجه ابن سعد: الطبقات ٢/ ٥٤.
(٢) متفق عليه. البخاري ج ٤٠٩٢، وسلم ج ٦٧٧.
(٣) رواه البخاري ٤٠٩٣.
(٤) الفتح ٧/ ٣٩٠.
(٥) سيرة ابن هشام ٣/ ١٨٤، ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>