ويخطئ الذين يُحملون الشباب وحدهم مسؤولية انحرافهم.
والنظرة المتزنة تقول: إن المسؤولية مشتركة بين الشباب والمجتمع، فكلٌ يتحمل قسطًا من المسؤولية.
ويرى صاحب كتاب (من أجل الشباب) أن مشكلة انحراف الشباب تنحصر في أسباب ثلاثة: بعضها ذاتي، وبعضها محلي، وبعضها خارجي .. ثم يقول:
أما السبب الخارجي لانحراف الشباب المسلم ومشكلاته فهو العدوى السريعة الفتاكة التي انتقلت من شباب الغرب العلماني، وشباب الشرق الإلحادي إلى شباب العالم الإسلامي .. أما السبب المحلي فهو التناقض الاجتماعي العجيب الذي يشيع في جوانب شتى من حياة الشباب، في البيت والمدرسة، والسوق والشارع والنادي، فهو يتعلم في مدرسته أمور دينه، ويستمع من العلماء والوعاظ إلى دروس أخلاقية ... ثم ينطلق إلى البيت والسوق والنادي فلا يرى أثرًا أو صورًا أو مثالاً لما تعلمه في المدرسة أو استمع إليه في المسجد (وحتى نكون منصفين فلابد من القول إن هذا التناقض لا يشمل كلَ بيت- ولا أظن الكاتب يقصد هذا بقدر ما أراد الإشارة إلى وجود هذا التناقض في حياة الشباب).
ويواصل الكاتب تحليله لهذا التناقض ويقول: (ثم يتكرر هذا التناقض عندما يرى الشاب في التلفاز، أو يسمع في المذياع قصةً إسلاميةً رائعةً تبدو فيها الأسرة مسلمةَ العقيدة والسلوك، أو حديثًا دينيًا يحث على مكارم الأخلاق، ويروي أو ينقل بعض الآداب القرآنية والنبوية .. ثم بعد ذلك مباشرةً يرى أو يسمع من نفس المذياع أو ذات التلفاز قصصًا تمثيلية أو أغنيات أو أحاديث تغري بمشاهدتها وحركاتها بالفسق والفجور وعظائم الأمور.