هذا إلى جانب ما يرى- في المكتبات التجارية- من كتبٍ وصحف ومجلات تناقض موضوعاتها وصورها وقصصها، وتلوث في قلوب الشباب حيرةً وضلالاً لا يميِّز معها الطيب من الخبيث .. ويختم الكاتب حديثه عن هذا السبب قائلاً: وهذا السبب في نظرنا أهمَّ الأسباب الثلاثة، وأخطرها، وأجدرها أن نبدأ بإصلاحه وتقويمه.
أما السبب الثالث- في نظر الكاتب- فهو راجعٌ لطبيعة الشباب من الحدَّة، والجدة، وحبَّ الانطلاق، والحرص على الحرية، والفراغ من المهمات والفراغ من المهمات والشواغل (١).
أيها المسلمون، وتعالوا بنا لنحاسب أنفسنا، ونقف وقفة جادة مع بيوتنا، وأثرها في سلوكيات الشباب، وطرائق تربيتهم، إذ من المقطوع به أن البيت هو العامل النبوي الأمثل، والوعاء الثقافي الأول في تنشئة الفرد وتكوينه .. ومع المصارحة لابد من القول: إن بعض الآباء- هداهم الله- يفهم من تربية الأولاد أنها توفيرٌ للمطعم والمشرب، والمسكن والملبس، لا أكثر، بينما تفهم عدد من الأمهات أن مسؤولية التربية من نصيب الآباء، وليس للأمهات نصيب فيها، وهذا الصنف المهمل للتربية يقابله صنفٌ آخر يشتد في التربية، ويتجاوز في أساليبها، وربما كانت هذه الشدة، في غير موضعها- سببًا من أسباب الانحراف- لا قدر الله- فإذا أُضيف التسابق المحموم عند بعض الأسر في توفير وسائل المتعة والترفيه، ولو كانت مما يهدم الدين والقيم، أدركنا أثر بعض البيوت في انحراف الشباب.
واسمحوا لي أن أنقلكم نقلة بعيدة ولكنها معبرة، فإذا علمتم أن إمام أهل