للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة والجماعة، الإمام أحمد بن حنبل يرحمه الله، قد توفي أبوه وهو في الثالثة من عمره (١) وأن أمه هي التي تولت كفالته وتربيته .. أدركتم نماذج لتربية البيوت في تلك الأزمان، وإذا كان هذا نموذجًا لتربية النساء، فلا تسال عن تربية الرجال!

ألا وإن اهتمام البيوت بالشباب من علائم الوعي، ومؤشر للغيرة، وإذا كان أحد الأسباب في الانحراف، فهو أول الطريق لاستصلاح الشباب.

إخوة الإسلام، وتشكل المدرسة محضنًا تربوية صالحًا، لا يقل أثرُه عن البيوت، فقد يتقبل الشاب من معلميه ما لا يتقبله من أهل بيته. ولكن المدرسة التي هذا شأنها قد تكون سببًا في انحراف الشباب لا قدر الله وذلك حينما تغفل عن الاهتمام بسلوكيات الشباب أو الشابات، أو لا تعير اهتمامًا للعلاقات المريبة التي تنشأ بين بعضهم. وتحية للمديرين والوكلاء والمعلمين والمرشدين الذين يولون هذه القضايا عنايتهم، ويتعهدون الشباب والشابات بالتوجيه والمتابعة.

إن المجتمع، بكامل مؤسساته، وأفراده مسؤول عن استقامة الشباب أو انحرافهم، فإذا قصرت المؤسسات التربوية في أداء رسالتها، وانشغل التجار بتجارتهم، واستنكف العلماء والمفكرون عن محاورة الشباب وحل مشكلاتهم، ولم تتوفر أو تشجَّع المحاضن المناسبة لملء فراغ الشباب، وحركت وسائل الإعلام غرائز الشباب، ولم تسمُ بها، ورُبِّيت أفراخ الصقور تربية بغاث الطيور، وأشبال الأسود تربية الخراف، كما قال التربويون (٢) هنا لا تسأل عن واقع الشباب، ولا تستغرب انحرافهم.


(١) البداية والنهاية ١٥/ ٣٦٩.
(٢) (إقبال) مشكلات الشباب ... د. عباس محجوب/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>