وإذا كان هذا يقال عن الأسباب المحلية التي قد تؤدي إلى انحراف الشباب، فليس هذا مبررًا لانحراف الشباب، ولا بمخلٍ لهم عن مسؤولية انحرافهم، فالتبعة في الإسلام فردية، ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى، والله تعالى هدى الإنسان النجدين، وحباه عقلاً يميز به بين الضار والنافع، والخير والشر، وبالتالي فهو يتحمَّل تبعة تقصيره، ولا يتعارض هذا مع تحمل الآخرين مسؤولياتهم.
ومن الأسباب الخاصة بالشباب والمؤدية بهم إلى الانحراف ضعف الإيمان بالله، وأنه مطلعٌ على السرائر وما تخفي الصدور، وضعف الإيمان بالملائكة الكاتبين، وبالرسل المبشرين المنذرين، وما حوته آيات القرآن من الوعد والوعيد، واستبعاد اليوم الآخر وما فيه من مشاهد القيامة التي تشيب لها النواصي، وتذهل المرضعات عما أرضعت، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، وكذا ضعف الإيمان بالقدر خيره وشره، مما يورث الهم والقلق على الحاضر، أو أشباحًا من الخوف على المستقبل، فيقود ذلك كله الشباب إلى الانحراف.
ومع أثر ضعف الإيمان في الانحراف، فلا يقل عنه أثرًا ضعف العلم الشرعي الذي يقود الشباب للفرار من مشكلة للوقوع فيما هو أشكل منها ... ويرتكب المحظور- وكأنما يقوم بالمأمور-.
وتشكل رفقة السوء منعطفًا خطيرًا في حياة الشباب ... منها تبدأ المشاكل، وفي جحيمها يتورط الشباب بأمور قد يكونون كارهين في ذوات أنفسهم، ولكن الخلطة السيئة جرتهم إليها، وجرأتهم على فعلها.
كما تشكل المكالمات الهاتفية الساقطة، واللصوص الجبناء الذين يتحدثون من وراء .. ولا يقع في شراكهم إلا المخدوعون والضعفاء .. أقول تشكل هذه المكالمات الهاتفية سببًا من أسباب انحراف البنين والبنات.