وعليهم ألا يثيروا غرائز الشباب بصورة فاتنة، أو ألحان حب وغرام محرمة، أو خبر مثير، وألا يستهلكوا أوقاتهم، ويبددوا طاقاتهم بما لا يخدمهم ولا ينفع أمتهم.
وشعور المجتمع كله بقيمة الشباب، وتلمس مشكلاتهم، والإسهام في حلها يقلل الانحراف، ويحصر المنحرفين. وإذا كان هذا يقال للشباب العاجزين عن حل مشكلاتهم، فيقال لمن بلي بشيء من الانحراف ولديه استعداد لسماع موعظة الناصحين.
إن الإيمان سبب للسعادة والأمان، وطلب العلم يفتح لصاحبه آفاقًا من المعرفة تصرفه عن مواطق الردى، ويسهل الله به طريقًا إلى الجنة، ورفقة الخير عون على الطاعة، والترفع عن السواقط من المروءة، والاعتبار بمن هلك منحرفًا كفيلٌ بالمراجعة والمحاسبة، وعلو الهمة سبب للمكرمات، وصارف بإذن الله عن الفضائح والموبقات، ولهذا يروى عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال:
(لا تصغرنَّ همتكم، فإني لم أر أقعدَ عن المكرمات من صغر الهمم)(١).
أيها المسلمون، وثمة قنوات ووسائل لاستصلاح الشباب، وحفظ أوقاتهم، وبيوت الله أولى ما حفظ الشباب بها أوقاتهم تعلمًا لكتاب الله، وأداءً لفرائضه، وحضورًا لمجالس العلم، واستفادةً من العلماء، والنشاط المدرسي الموجه وسيلة لبناء شخصية الشباب، وحفظ أوقاتهم، وتنمية مهاراتهم، وكم هي خطوة رائدة لتعليم البنات حين استثمرت أوقات فراغ بعض الطالبات بإيجاد حلق لتحفيظ القرآن الكريم، والأندية الأدبية رافد من روافد المعرفة، فهي تستقطب الشباب بمسابقة القصة الهادفة، وتعليم الخطابة، وربط الشباب بهموم الأمة عبر
(١) أدب الدنيا والدين للماوردي ص ٣١٩، عن الهمة العالية/ الحمد/ ٩٥.