للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول بعيد عن البذاءة وإيذاء الخلق باللسان، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسم المنهج في تعامل المسلم مع غيره، ويقول للرجل الذي جاءه يقول: أوصني يا رسول الله: فقال: «عليك بتقوى الله، وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه، يكن وباله عليه وأجره لك، ولا تسبن شيئًا» قال الرجل: فما سببت شيئًا بعده (١).

أخي المسلم أختي المسلمة، والآفة الثامنة آفة اللعن وما أسهلها عند بعض الناس، وما أكثرها على ألسنة بعض العوام، سواء كان اللعن لإنسان أو حيوان أو حمار، والمؤمن- كما جاء في الحديث- ليس بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي (٢) وهل يرضى أحد لنفسه أن يبعد يوم القيامة عن الشفاعة والشهادة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» (٣) - وحتى تعلموا أثر اللعن للحيوان فضلاً عن الإنسان أسوق لكم هذه الحادثة التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي بردة الأسلمي رضي الله عنه قال: بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتضايق بهم الجبل، فقالت حَل اللهم العنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحبنا ناقة فيها لعنة» (٤) فتأملوا معاشر المسلمين في هذه النصوص وكفوا ألسنتكم عن السب والشتم واللعن، وقوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة، وأدبوا أولادكم وأهليكم بأدب الإسلام.


(١) الحديث رواه أحمد والطبراني بسند جيد، الإحياء/ ١٥٦٣.
(٢) حديث صحيح رواه أحمد والترمذي وغيرهما صحيح الجامع ٥/ ٨٩٩، رياض الصالحين/ ٥٠١.
(٣) الحديث رواه مسلم (رياض الصالحين/ ٥٠١).
(٤) رواه مسلم، رياض الصالحين/ ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>