للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُئل الحسن، يرحمه الله، ما بر الوالدين؟ قال: أن تبذل لهما ما ملكتَ، وتطيعهما فيما أمراك ما لم يكن معصية، قيل: فما العقوق؟ قال: أن تهجرهما وتحرمهما، ثم قال: أما علمتَ أن نظركَ في وجوه والديك عبادة فكيف بالبر بهما؟ وقال أبو هريرة، رضي الله عنه، لرجل، وهو يعظه في بر أبيه: لا تمش أمام أبيك، ولا تجلس قبله، ولا تدعُهُ باسمه. وقال طاووس: من السنة أن يُوقَّر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد، ومن الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه (١).

أيها المسلمون، ويستمر البر بالوالدين في حياتهما وبعد مماتهما، ويستفيد الأموات من دعوات الأحياء واستغفارهم، وقد ورد عن أبي هريرة بإسناد حسن: (تُرفع للميت بعد موته درجته فيقول: أي رب، أي شيءٍ هذه؟ فيقال: ولدك استغفر لك) (٢).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (٢٤) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} (٣).


(١) شرح السنة للبغوي ١٣/ ٢٦، ٢٧.
(٢) صحيح الأدب الفرد/ ٤٥.
(٣) سورة الإسراء، الآيات: ٢٣ - ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>