أم هي دعوة لإغراق البيوت التي سلمت من بعض هذه الآفات، فينبغي أن تكون صريحةً، وليست على طبق اتهام المعلمين؟ أم تراها رفضًا مبطنًا لفتاوى أصحاب الفضيلة العلماء، وقد قالوا قولتهم- وهم أصحاب الشأن- في هذه القضايا وأمثالها.
إننا نستغرب هذه الجرأة، ونستغرب معها إتاحة الفرصة لمثل هذه الطروحات الفجة، والتهم التي تهدم ولا تبني، ولسنا بحاجة إلى فصام نكد بين البيت والمدرسة، وإنما حاجتنا إلى التفاهم والتعاون المثمر.
أما أنتم- معاشر الطلبة والطالبات- فنوصيكم بتقوى الله، والإخلاص في طلب العلم، واستثمار ما تعلمتموه في حياتكم العملية، وإياكم والسلوكيات الخاطئة داخل قاعة الدرس والامتحان أو خارجها ... كونوا لوحة مشرقة للعلم النافع الذي تعلمتموه، ولا تكن الامتحانات نهاية المطاف في تعلمكم، فطلب العلم من المهد إلى اللحد، وهو من المحبرة إلى المقبرة، والعلم النافع سعادة في الحياة الدنيا، وطريق موصل إلى الله بأمان في الأخرى، ولتكن قاعات الدرس مؤهلة لكم لحضور حلق العلم، وثني الركب، والاستفادة من العلماء، وليكن رائدُكم في ذلك قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة»(١). لاسيما وأنتم مقبلون على إجازة يليق بكم استثمارها في كل عمل نافع.
وإياكم والأهواء المضللة، والنزغات الشيطانية، واحذروا رفقة السوء، وكلام الزور، وليكن خوفكم من خالقكم، وأدبكم مع والديكم ومعلميكم،