للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيلت لكم جزافًا، وكم هو مؤلم لكم ولنا أن نطالع في إحدى زوايا الصحف مقالاً لإحدى الكاتبات تحت عنوان (الغرق تحت سطوة التعليب) وتبدأ الكاتبة مقالها بالقول: (أجدني، ومئات الآلاف من أفراد الأسر غرقى في مركب واحد أمام التناقضات الهائلة التي يواجهها صغارنا ومراهقونا بين ما يمارسهم معهم معلموهم داخل المدارس من أنماط سلوكية تسلطية مطلقة لأمور عامة لا تعكس في الحقيقة حرامًا أو حلالاً قدر ما يخضع تفسيرها لأساليب نيات وطبيعة ثقافة هؤلاء المعلمين، بحيث أضحى التلفزيون حرامًا، والدش حرامًا، والسائق حرامًا، والخادمة حرامًا، وقصَّة الشعر حرامًا، ولبس البنطلون حرامًا، ويعود الطفل إلى واقعه ليجد الخادمة وليجد السائق والدش، ويجد والده الذي يعمل في الجيش أو في المستشفى أو في الخطوط وقد ارتدى البنطلون كزي رسمي .. ) (١) إلخ مقالها الذي تختمه بالقول: هل أنت راض عن تعامل المعلم مع ابنك؟

وأنا هنا لا أقف مناقشًا لهذه الطروحات والأفكار بالتفصيل فليس هذا موطنها، لكنني أتساءل، وربما تساءل غيري، أَيسوغ طرح هذه القضايا في المزاد العلني، وعلى رؤوس الأشهاد بهذا التعميم والتهويل؟ وهل أصبحت قضايا الحلال والحرام كلأً مباحًا يقول فيه غير أهله بغير علم؟ ولمصلحة من تُبلبل عقول الناس، ويداخلهم الشك في أمانة ومسؤولية معلمي أبنائهم؟ وهل يعني ذلك إعطاء الفرصة لنقد المؤسسات الأخرى، إن بحق أو بغير حق؟ أم يضمر هؤلاء الكتاب هدفًا مبيتًا للتعليم؟ فمرَّةً تتهم المناهج، وأخرى يتهم المعلمون، وهل التعليم إلا منهج ومعلم؟ .


(١) الجزيرة عدد ٨٦٤٤ في ١٢/ ١/ ١٤١٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>