للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، وعلى أن يؤخذ الناس بالجدية، ويُرَبُّون على الجهاد والتضحية، والطاعة لله ورسوله وأولي الأمر الذين يسوسونهم بهذه الأمور كلها، وبعد ذلك فمهما كان تاريخ حصول النصر فذلك أمر آخر لا يُسأل عنه وقع ونحن أحياء، أو تحقق على أيدي أبنائنا أو أحفادنا، فذلك مرجعه إلى الله، وبمثل هذه الخطوات قاد الأمةَ رجالٌ أمثال صلاح الدين في تحرير فلسطين، بل نستفيد منه في تحرير كل شبر من أراضي المسلمين، وبمثل هذا نفهم توجيهات القرآن، ونعي أسباب النصر، وندرك شرط التغيير الوارد في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (١).

وثمة تنبيه مهم، فعلى المصلحين- وغيرهم من باب أولى- أن تكون الحكمة أسلوبهم في التغيير، وأن يكون الرفق بالأمة خُلُقَهم، وألا يكلفوا الأمة ما لا تُطيقهُ في حاضرها، وأن يستفيدوا من الإيجابيات الواقعة في الأمة، ويجعلوها أساسًا لانطلاقهم ودعوتهم، وعليهم ألا يستعجلوا الخطا أو يتعجلوا النتائج إذا اجتهدوا في الوسائل وأخلصوا النوايا، فالنصر من عند الله، ينزله إذا شاء وهو العليم الحكيم.

اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا، واكتب لنا العزَّة في الدنيا والفوز في الآخرة ... هذا وصلوا.


(١) سورة الرعد، الآية: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>