للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوة الإسلام للكذب آثاره وغوائله السيئة، وقد خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام أول ثم بكى، وقال: «إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار» (١) والكذبة يعذبون في قبورهم قبل يوم القيامة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «رأيت كأن رجلاً جاءني فقال لي: قم. فقمت معه، فإذا أنا برجلين، أحدهما قائم والآخر جالس، بيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله، ثم يجذ به فيلقمه الجانب الآخر فيمده فإذا مده رجع الآخر كما كان، فقلت للذي أقامني: ما هذا؟ فقال هذا رجل كذاب، يعذب في قبره إلى يوم القيامة» (٢).

إخوة الإسلام ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من الكذب حتى جعله طريقًا إلى النار وقال: «إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».

ولهذا وغيره من آثار الكذب السيئة، لم يكن شيء أشد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «ما كان من خلق أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب فما ينجلي من صدره حتى يعلم أنه قد أحدث توبة لله عز وجل منها» (٣).

فاحذروا الكذب معاشر المسلمين واصدقوا التوبة مما بدر منكم يغفر الله لكم، واعلم أخي المسلم أن الصدق أمانة والكذب خيانة، واحذر أن تحدث


(١) الحديث رواه ابن ماجه والنسائي وإسناده حسن، الإحياء ٩/ ١٥٨٢.
(٢) بيت طويل رواه البخاري في صحيحه، الإحياء ٩/ ١٥٨٤.
(٣) (رواه أحمد وغيره ورجاله ثقات، الإحياء ٩/ ١٥٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>