للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخاك المسلم بحديث هو لك به مصدق وأنت به كاذب، فقد جاء في الخبر «كبرت خيانةً أن تحدث أخاك حديثًا هو لك به مصدق وأنت له كاذب» (١).

ولا تحقرون من الكذب شيئًا، ولا تعودن لسانك حتى على اليسير منه، وهل علمت أنك إذا استدعيت غلامك أو جاريتك، وقلت: تعال أعطك. ولم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبة، فهذا عبد الله بن عامر رضي الله عنه يحدث ويقول جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعال حتى أعطيك، فقال صلى الله عليه وسلم: وما أردت أن تعطيه؟ قالت: تمرًا، فقال: «أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة» (٢).

وكلما تعاظم الكذب أو صدر مما لا ينبغي صدوره منه كان الوعيد أشد، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» (٣).

أيها المسلمون هناك نصوص كثيرة وآثار عظيمة تبين لك آثار الكذب، وتحذر منه، يجدها في مظانها من أراد البحث عنها، وإنما أردت الإشارة إلى بعضها.

ويبقى الاستثناء في الكذب الذي أبيح للمسلم أن يفعله، وقد حدده الشرع المطهر كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس الكذاب الذي يصلح بين اثنين أو قال بين الناس فيقول خيرًا أو ينمى خيرًا» (٤).


(١) رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود من حديث سفيان بن أسيد، وضعفه ابن عدي، ورواه أحمد والطبرانى من حديث النواس له سمعان بإسناد جيد، انظر الإحياء ٩/ ١٥٨٢، جامع الأصول ١٠/ ٦٠٠.
(٢) رواه أبو داود والحاكم ورجال الحديث ثقات، الإحياء ٩/ ١٥٨٥.
(٣) الحديث رواه مسلم وفيه: والإمام الكذاب، الإحياء ٩/ ١٥٨٥.
(٤) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>