للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه معاشر المسلمين مقتطفات عاجلةٌ من معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة، وتلك قناعات ومنطلقات شرعية لا تهتز بإرجاف المرجفين، ولا تتأثر بتشكيك المشككين.! !

وإذا كانت أعراض المسلمين- بشكل عام- مصونةً في الإسلام، فأعراض الصحابة وهم أهل الفضل والسابقةِ والجهاد أولى بالصيانة والدفاع قُربة لله عز وجل، وتقديرًا لمآثرهم وجهادهم. وقد نص العلماء قديمًا على تحريم سبِّ الصحابة، وأرشدوا إلى عقوبات تعزيريةٍ لمن فعل ذلك معهم.

قال الإمام النووي يرحمه الله: واعلم أن سبَّ الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواءٌ من لابس الفتن منهم وغيره» (١).

وقال الإمام أحمد: إنه يجب على السلطانِ تأديبه وعقوبته، وليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه» (٢).

واعتبر القاضي عياض تعزيرَ من سب الصحابة مذهبَ الجمهور» (٣).

بل نقل عن بعض المالكية؛ أنه يُقتل. وحكم الإمام أحمدُ يرحمه الله على نوعية الطاعنين في الصحابة فقال: فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحدًا منهم، أو تنقصه أو طعن عليه أو عرض بعيبهم أو عاب أحدً منهم فهو مبتدع رافضي.

أيها المسلمون! لماذا هذه العناية بأعراض الصحابة؟ ولماذا الدفاع عنهم؟ لأن هناك مكمنَ خطرٍ في سبِّهم أو التعريض بهم وعدالتهم، فهم نقلةُ الدين،


(١) النووي: شرح مسلم ١٦/ ٩٣.
(٢) رسالة السنة ص ٧٨، وانظر: السلمي، في منهج كتابة التاريخ إلإسلامي ص ٢١٩.
(٣) شرح مسلم ١٦/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>